و اتفق المراقبون على ان تصریحات ادروغان زادت من سکب الزیت على النار ، التی وصف فیها المحتجین بأنهم "حفنة من الرعاع" و "حفنة من اللصوص" . و رفض رئیس الوزراء الترکی اتهامات المتظاهرین بانتهاج حکومته أسلوبا استبدادیا ، فی حین انتقدت منظمات حقوقیة استخدام قوات الأمن العنف المفرط فی التعامل مع محتجین خلال مصادمات عنیفة تشهدها مدینة اسطنبول منذ الجمعة . و اکد مصدر امنی ترکی ان التظاهرات والاحتجاجات امتدت الى مدینتی "ازمیر" و "اضنة" ، و اکدت وسائل اعلام ترکیة ان المحتجین فی ازمیر قاموا بحرق مبنى حزب العدالة والتنمیة ، فی تعبیر عن غضب من هیمنة الحزب على تسییر سیاسة البلاد وتوریطها فی مستنقع سوریا ودعم الاف المسلحین للقتل فی سوریا واتخاذ الاراضی الترکیة منطلقا لعملیاتهم العسکریة . و تجاهل اردوغان دور حکومته ،  فی دعم الجماعات المسلحة فی سوریا و اغلبهم من العناصر الجهادیة السلفیة الوهابیة القادمین من شمال افریقیا و دول الخلیج الفارسی و الشیشان وداغستان وافغانستان ، و قال فی کلمة متلفزة مساء امس الأحد: عندما یطلقون على شخص یخدم شعبه أنه دیکتاتور، فلیس لدی ما أقوله"، ومضى معدداً إنجازاته منذ تولیه السلطة قبل عشرة أعوام مضیفاً: "عندما یقولون بأننا نذبح الأشجار.. نحن زرعنا قرابة ملیاری شجرة." و تحدى إردوغان معارضیه بأنهم إذا جمعوا 100 ألف متظاهر ضده فسیجمع هو ملیون متظاهر مؤید له.! یذکر أن مظاهرات عارمة تجتاح ترکیا منذ أیام احتجاجا على خطط بناء للحکومة فی متنزه جیزی بساحة تقسیم بمدینة اسطنبول ، و ازدادت حدة الاحتجاجات مع قیام الشرطة الترکیة بفض مخیم لمعتصمین داخل متنزه بالساحة بالقوة الجمعة. ویؤکد محتجون بأن غضب المتظاهرین لم یعد منصباً على خطط الحکومة للبناء فی الساحة الخضراء الوحیدة المتبقیة بوسط اسطنبول ، و قال أحدهم : "المتنزه مجرد شرارة.. ینظر لحکومة أردوغان باعتبارها فاشیة.. إنه یعانی – اردوغان - من متلازمة نابلیون.. یعتقد أنه سلطان، علیه الکف عن ذلک فهو مجرد رئیس وزراء." وکانت منظمة العفو الدولیة "أمنستی" حثت السلطات فی ترکیا على اتخاذ خطوات عاجلة لمنع سقوط المزید من القتلى والجرحى والسماح للمتظاهرین بممارسة حقوقهم الأساسیة وذلک بعد إشارتها إلى مقتل شخصین على الأقل وجرح أکثر من ألف متظاهر خلال المصادمات . و وصف رادیو "اوستن" النرویجی احتجاجات الاف المتظاهرین ، بانها " جزء من فاتورة باهضة الثمن یدفعها اردوغان مقابل توریط بلاده فی مستنقع الازمة السوریة التی کان احد ابرز المفذین لمصلحة الولایات المتحدة و امن «اسرائیل» على حساب امن واستقرار سوریا ووحدة اراضیها" . و قال رادیو "اوستن" : ان اردوغان کان مشغولا فی بناء ناطحة سحاب بالتنسیق والتعاون مع الادارة الامریکیة لمشروع استنساخ دور " عثمانی "من التاریخ الغابر فی التمدد فی الشرق الاوسط ومنها سوریا والعراق ، قبل ان یکتشف یوم امس الاول عند انطلاق مسیرات احتجاجیة بعشرات الالاف مطالبة بالاستقالة او الاقالة ، ان ناطحة السحاب هذه کانت قائمة على اساس بیت قدیم ، اقصى قدرته تحمل بناء بیت  یتکون من عدة طوابق لا غیر . وتابع رادیو "اوستن" فی تحلیله لتطورات الاحداث فی ترکیا " ربما التظاهرات الحاشدة والغاضبة لالاف الشباب ، فیما الکفایة لتدق جرس الانذار لاردوغان ، و تدفعه الى ان یکتشف ایضا ان مابناه من " مجد سیاسی " له ولحزب العدالة والتنمیة ، خلال اکثرمن سنتین فی انخراطه بمشروع امنی وعسسکری وسیاسی بالتنسیق مع الولایات المتحدة وشیوخ النفط، ضد جار له هی سوریا ، لیس الا وهما ولم یکن لهذا المجد من وقاع على الارض الترکیة ، وان الشعب الترکی " سکان البیت القدیم " ناقمون من بناء ناطحة سحاب فوق رؤوسهم کیلا ینهار علیهم لیودی بحاضرهم ومستقبلهم على حساب ، دور یمنحه الغرب لحزب العدالة ولاردوغان فی مشروع الشرق الاوسط الجدید بملامح " عثمانیة " و ملامح " سلفیة وهابیة " فی اشارة الى حلفائه القطریین والسعودیین" . و قال رادیو "اوستن" : ان المختصین بالشان الترکی ، یتساءلون فیما اذا کان اردوغان مقبل على "صیف ترکی لاهب" ، یزید من تسارع السقوط له ولحزبه فی المجتمع الترکی الناقم فی اغلبیته على التورط فی مشروع العمل بوظیفة " زارع الغام " فی سوریا لمصلحة الولایات المتحدة و اوروبا و یصب فی مصلحة «اسرائیل» کما یقول اکثر اعداؤه وبینهم علویو ترکیا الذین یشکلون ثلث نسبة السکان فی البلاد" . هذا و تحدث وزیر الداخلیة الترکی عن أکثر من تسعین تظاهرة شهدتها اکثر من ثلاثینَ مدینة ترکیة مضیفا بإنّ عدد المعتقلین بلغ نحو ألف شخص و إنّ المصابین بالمئات کما أن جمیع الطرق المؤدیة إلى میدان تقسیم مقفلة تماماً فیما تغیب القوى الأمنیة عن المشهد ، و ذلک بعد أن أحرق المتظاهرون مکاناً مخصصاً لقوات الأمن الترکیة ، تعبیراً عن رفضهم لتواجدها . و یأتی انسحاب المتظاهرین من میدان تقسیم بسبب الأجواء الماطرة ، لکنهم أکدوا مواصلة تحرکاتهم  .   تسنیم