فی مراسم یوم القدس العالمی ببیروت ..
نصر الله : «اسرائیل» غدة سرطانیة وإزالتها مصلحة الجمیع .. وفلسطین من البحر الى النهر لابد أن تعود لأهلها کاملة
و فی مستهل خطابه الهام قال السید نصرالله : "فی السابع من آب 1979 ، وفی الأشهر الأولى لانتصار الثورة الاسلامیة فی إیران، أصدر الإمام الخمینی (قدس سره) بیاناً دعا فیه جمیع الشعوب المستضعفة فی العالم إلى اعتبار آخر یوم جمعة من شهر رمضان الکریم یوماً عالمیاً للقدس ، و قد أکد الإمام الخامنئی على هذه الدعوة" . و أشار إلى أن "هدف الدعوة تذکیر المسلمین والعالم بقضیة فلسطین ومنعها من الدخول فی النسیان والاستفادة لحشد الطاقات والتعبئة من أجل انقاذ القدس و فلسطین من أیدی الصهاینة وتسلیط الضوء على ما تتعرض له فلسطین وشعبها من حصار وتجویع وتهوید وهذه المقدسات من مخاطر" .
و اضاف الأمین العام لحزب الله : "أننا فی الثانی من آب 2013 أحوج ما یکون الى هذه المناسبة و نشکر من لبى الدعوة فی هذا الطقس الحار" . و لفت نصر الله إلى أن "الإمام الخمینی وصف «إسرائیل» وصفاً واقعیاً ودقیقاً عندما سمّاها بالغدة السرطانیة ، فهو ورم سرطانی والسرطان یفتک والحل الوحید عدم إعطاء الفرصة له وعدم الاستسلام واستئصاله" . و اردف قائلا : أن «إسرائیل» تمثل خطراً داهماً وهائلاً ، و هی لیست خطراً فقط على فلسطین والفلسطینیین فهذا وهم و تضلیل و جهل ، فـ «إسرائیل» تمثل خطراً على جمیع شعوب وبلاد المنطقة وأمنها وسیادتها، وهی لیست تهدیدا وجودیا لفلسطین فقط بل لکل کیانات وشعوب هذه المنطقة ومن ینکر هو مکابر" . و رأى السید نصرالله أن البعض "یظنّ أن زوال «إسرائیل» مصلحة فلسطینیة، لکن ذلک مصلحة قومیة لکل بلد من بلدان المنطقة ، فـ«إسرائیل» خطر على الأردن ومصر وسوریا وعلى لبنان ، و إزالة «إسرائیل»" مصلحة وطنیة أردنیة وسوریة ومصریة ولبنانیة" . و شدد نصر الله على أن "کل من یقف فی مواجهة المشروع الصهیونی ویقاومه فی أی مکان فی منطقتنا والعالم، فهو کما یدافع عن فلسطین یدافع عن وطنه هو وعن شعبه هو وعن کرامته هو ومستقبل أحفاده وأولاده" . و خلص السید نصرالله إلى أن "المسؤولیة عامة وشاملة لکل فلسطینی وکل عربی مسلم ومسیحی وکل مسلم فی العالم وکل انسان فی العالم، لأنها قضیة محقة ومأساة بحق وحجم المسؤولیة قد یتفاوت من شعب إلى شعب وشخص إلى شخص وبلد إلى بلد وهی مسؤولیة للشعب الفلسطینی بالدرجة الأولى" .
وأعاد الأمین العام لحزب الله التأکید على "أولویة الصراع والمواجهة للعدو الصهیونی، ولو أنه منذ البدایة کان ذلک لما وصلنا إلى ما وصلنا إلیه الیوم، وکل الآلام التی واجهناها فی لبنان وواجهتها شعوب المنطقة هو بسبب التخلی عن المسؤولیة هذه" . و تحدث بأن "هناک دولا و حکومات تمنع من هذه الأولویة وتصد هذه الاولویة وتدفع نحو أولویة أخرى وتخترع حروباً أخرى، وکان البعض یقول الاولویة ضد المد الشیوعی وانفقت ملیارات دولارات لمواجهة المد الشیوعی، وحتى فی الحرب فی أفغانستان ذهب الآلاف إلى المشارکة ، لکن لماذا ترکتم فلسطین وذهبتم للقتال فی أفغانستان؟" . وأشار السید حسن نصرالله إلى أن هؤلاء "اخترعوا عدواً جدیداً اسمه المد الإیرانی والمجوس والفرس، ولم یکونوا یقولون شیعة فی البدء ، و تم خوض حرب مع إیران أنفق فیها مئات ملیارات الدولارات لو کان أنفق خمسها فی فلسطین لتحررت" .
و أسف السید نصر الله على "ما تم انفاقه من أموال و تجهیز جیوش لقتال إیران ولیس لقتال «إسرائیل» ، و کل سفینة حربیة هناک ضمانات لأمیرکا حتى لا تستخدم ضد «إسرائیل» و انتهى هذا وبدأ أمر آخر ، و قالوا أنه المد الشیعی، وفی مصر یقولون إن هناک مداً شیعیاً" ، و تساءل بالقول : "أین هو المد الشیعی؟ ویقولون إن الخطر الشیعی أخطر من «إسرائیل» ، ألا یکتب هذا فی صفحات الجرائد ؟ ، و ألا یقال هذا من على منابر المساجد؟ ألا یقال هذا من على الشاشات الممولة خلیجیا؟" . و اعتبر السید نصرالله أن "کل من یرعى الجماعات التکفیریة على امتداد العالم الاسلامی ویدفع بهم الى ساحات القتال والقتل هو الذی یتحمل بالدرجة الاولى مسؤولیة الدمار الحاصل وهو من یقدم الخدمات لـ«إسرائیل»" ، و دعا الشعوب إلى أن "تدرک أن "هناک من یرید تدمیر المنطقة وشعوبها وجیوشها والتقسیم الى مسیحیین وسنة وشیعیة ودروز واسماعیلیین وفرس وکرد وترک، ومن المؤسف ان لیس لدینا قراراً ان ندل بأصبعنا الى الدول التی ترعى هذا المشروع التدمیری الحاقد الذی هو اخطر مشروع یمر على منطقتنا" .
تسنیم